جبل إيريبوس.. أسرار بركان نشط يخرج منه الذهب يوميًا

تعتبر البراكين واحدة من الظواهر الطبيعية الموجودة على سطح كوكبنا، لها أسباب علمية ويمثل ثورانها حدثا مهما تهتم به الأوساط العلمية. لكن هل سمعت يومًا عن بركان يخرج بدل الحمم ذهبًا؟

هذا ما يحدث بالفعل في جبل يطلق عليه اسم "إيريبوس"، وهو بركان نشط في أقصى جنوب القارة القطبية الجنوبية، والذي يخرج منه حوالي 80 جرامًا من الذهب المتبلور يوميًا، مما يوفر نظرة ثاقبة على غرابة الأعمال الداخلية للأرض.

يدرس الباحثون هذه الظاهرة عن كثب، سواء فيما يتعلق بالحمم البركانية النادرة والكيمياء الفريدة في هذا البركان، في محاولة لتوفير معرفة علمية قيمة عنه.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة جبل إيريبوس وأسراره، باعتباره رمز آسر لقوة الطبيعة وسط مساحة القارة القطبية الجنوبية المتجمدة.

قصة جبل إيريبوس

جبل إيريبوس، عملاق شامخ بلغ ارتفاعه 3794 مترًا، حيث يتربع على جزيرة روس في القارة القطبية الجنوبية، ويعتبر أنشط البراكين في هذه المنطقة المتجمدة.

ينتمي إيريبوس إلى حلقة النار في المحيط الهادي، تلك السلسلة البركانية الهائلة التي تضم 1600 بركان نشط على كوكبنا. ويعرف جبل إيريبوس بنشاطه البركاني المستمر منذ آلاف السنين.

في عام 1841، رصده المستكشف البريطاني جيمس كلارك روس لأول مرة، ليصبح أول بركان يتم اكتشافه في القارة القطبية الجنوبية. كما يتميز بوجود بحيرة من الحمم البركانية على قمته، وهي ظاهرة نادرة تعرف باسم "بحيرة الحمم". وتعد هذه البحيرة أكبر بحيرة حمم بركانية دائمة في العالم، حيث يتراوح قطرها بين 200 و600 متر، بينما يبلغ عمقها حوالي 25 مترًا.

مصدر للذهب

هذا البركان ليس فقط رائعًا لموقعه ونشاطه المستمر منذ عام 1972 على الأقل، ولكن أيضًا لمساهمته الفريدة في الغلاف الجوي، حيث تشير الدراسات الحديثة إلى أن الحمم البركانية المتدفقة من جبل إيريبوس غنية بالذهب. وتقدر كمية الذهب المتساقطة على شكل رماد بركاني كل يوم ما يقرب من 80 جرامًا من الذهب المتبلور، بقيمة حوالي 6000 دولار أمريكي.

الذهب الذي يطلقه جبل إيريبوس ليس على شكل شذرات كبيرة، بل على شكل جزيئات صغيرة يقل حجمها عن 20 ميكرومترًا، يتم حملها بعيدًا وعلى نطاق واسع، حيث تم العثور على آثار على مسافة تصل إلى 621 ميلًا من البركان.

وتعد انبعاثات الذهب من جبل إيريبوس بمثابة تذكير بثروة الأرض والتوازن الدقيق بين باطنها الناري وخارجها الجليدي. كما يؤكد العلماء على استمرار هذا البركان في إطلاق أنفاسه المحملة بالذهب، في مشهد يثير الرهبة والفضول العلمي، ليكون بذلك منارة لقوة الطبيعة الجامحة في القارة القطبية الجنوبية.

معلومات عن جبل إيريبوس

يلقب جبل إيربيوس بالعملاق الناري، ويمثل دليلا على مدى ديناميكية كوكبنا. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أبرز المعلومات عنه:

. يقع جبل إيريبوس في جزيرة روس، القارة القطبية الجنوبية.

. يبلغ ارتفاعه 3,794 متر وهو ثاني أعلى بركان في القارة القطبية الجنوبية.

. يعتبر بركانا طبقيا نشطا.

. حالته نشط، مع ثوران مستمر منذ عام 1979.

. من أهم مميزاته إنه يوجد بالقرب من محطة ماكموردو، والمعروفة بأنها أدنى نقطة على سطح الأرض. كما يحتوي على بحيرة لافا نشطة.

. اكتشف الجبل في عام 1841 من قبل بعثة الاستكشاف البريطانية بقيادة جيمس كلارك روس.

. سمي الجبل على اسم إيريبوس، إله الظلام في الأساطير اليونانية.

. أول تسلق ناجح للقمة في عام 1917 من قبل فريق بقيادة إرنست شاكلتون.

. أقيمت محطة ماكموردو العلمية الأمريكية بالقرب من الجبل في عام 1956.

حقائق مثيرة عن جبل إيريبوس

يجسد جبل إيريبوس قوة الطبيعة وجمالها، حيث يقف شامخا وسط بيئة متجمدة، شاهدا على عظمة الكون ورهبة الظواهر الطبيعية. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أبرز الحقائق المثيرة عن هذا الجبل البركاني النشط.

. جبل إيريبوس هو البركان الوحيد المعروف على وجه الأرض الذي يحتوي على بحيرة لافا دائمة.

. واحد من 138 بركانًا نشطًا في القارة القطبية الجنوبية.

. تعد محطة ماكموردو -الموجودة بجواره- أكبر محطة أبحاث في القارة القطبية الجنوبية، وتضم أكثر من 1000 شخص خلال موسم الذروة.

. يعد وادي الجليد روس أكبر وادي جليدي في القارة القطبية الجنوبية، حيث يبلغ طوله 800 كيلومتر وعرضه 200 كيلومتر.

. يوجد بجواره أيضا كهف الجليد داينكس. وهو أطول كهف جليدي في العالم، حيث يبلغ طوله 200 كيلومتر.

. يعد جبل إيريبوس مصدرًا مهمًا لثاني أكسيد الكبريت والغازات الدفيئة الأخرى.

. تؤثر الحمم البركانية من الجبل على حياة النباتات والحيوانات في المنطقة المحيطة.

. يعد ذوبان بحيرة اللافا مصدر قلق بيئي، حيث يمكن أن يطلق كميات كبيرة من الملوثات في البيئة.

السياحة في جبل إيريبوس

يعتبر جبل إيريبوس وجهة سياحية شهيرة، حيث تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم لمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة والظواهر الجيولوجية الفريدة.

وتقدم العديد من شركات السياحة رحلات إلى الجبل، بما في ذلك رحلات المشي لمسافات طويلة وتسلق الجبال. ومن المهم ملاحظة أن زيارة جبل إيريبوس تنطوي على مخاطر كبيرة. ولكن على الرغم من خطورته، يجذب جبل إيريبوس المغامرين من محبي تسلق الجبال، الذين يتحدى صعوبة المسار للوصول إلى قمته والاستمتاع بمشاهدة المناظر الخلابة للقارة القطبية الجنوبية.

كذلك، يعد جبل إيريبوس وجهة علمية هامة للباحثين من جميع أنحاء العالم، وذلك لدراسة النشاط البركاني، وتأثيره على البيئة، وفهم العمليات الجيولوجية التي تحدث في باطن الأرض. بالإضافة إلى أهمية دراسة انبعاثاته الذهبية والتي توفر نافذة على العمليات التي تشكل كوكبنا وإمكانية استخراج الموارد في المستقبل.

في النهاية، جبل إيريبوس هو بركان نشط فريد من نوعه يقع في القارة القطبية الجنوبية. يتميز بمناظره الطبيعية الخلابة وظواهره الجيولوجية الفريدة، مما يجعله وجهة سياحية شهيرة. ومع ذلك، من المهم أن تكون على دراية بالمخاطر المرتبطة بزيارة هذا البركان قبل التخطيط لرحلة.

تم نشر هذا المقال على موقع رائج

2024-05-03T13:01:34Z dg43tfdfdgfd