متى يتحقق التحوُّل السياحي؟

تعاني الكويت لسنوات طويلة من الركود السياحي الذي كان يقصده البعض بحجج أن الكويت بلد محافظ والسياحة لا تناسب طبيعة المجتمع، وأن مفهوم السياحة أخذ الترويج له للأسف بشكل مقصود على أنه سلبي لا ثقافي، وتعد السياحة ثقافة متطورة أغلب الدول التي تتبع منهجية التجديد السياسي، لتعتبرها أحد أهم الموارد للدولة، فتبدأ بوضع الخطط والمشاريع بناء على تكيف الدولة مع السياحة، فبعض الدول شديدة الحرارة أصبحت تنشئ مشاريع داخلية المباني لتتناسب مع البيئة المناخية لها، وتكيف السواح مع أجوائها، فالدول الساحلية تعد أكبر الوجهات السياحية في العالم، وهذا ما تحمله الكويت ودول الخليج. ومن المميزات التي ممكن تحويل موسم الصيف لمشاريع متطورة حديثة مواكبة للمباني التي تتماشى مع الحداثة السياحية بالعالم، فإنشاء محطات للمترو وطرق المواصلات الحديثة المكيفة وانشاء المنتجعات الساحلية الحديثة الراقية التي تتماشى مع ذوق الشعب الكويتي المتحضر، الذي يتماشى مع الدول السياحية الحديثة، تعتبر قفزة في بعض الدول التي كانت لها نقلة في هذا المجال السياحي.

التحول باستقطاب نوعية الزائرين بالبلد هو عامل أساسي يرفع من جودة السياحة والاقتصاد والثقافة بالكويت، فنوعية الزائر الذي يزور الكويت يجب أن ترتقي وتتعدى مفهوم الزائر العامل لتدخل شريحة ترتقي بالدولة، فنجد بعض الدول تسعى لاستقطاب أرقى الطبقات الاجتماعية لتزورها، ويتم التبادل الثقافي، وتكون مدخلا ثقافيا للشعب، ونجد أيضا ينعكس على المستوى المعيشي وجودة الأماكن السياحية، فالشعوب الزائرة لا تقتصر على العمال والموظفين النازحين من القرى للكويت، والذين يتم التعاقد معهم وفقاً لعقود رخيصة الأجر، والتي تنعكس على ثقافة الدولة ومفهومها بالحياة، والتي ممكن أن تنتقل للبلد بشكل سلبي، ونجده بأبسط مظاهر الحياة بالمسائل الخاصة بالمرور وطريقة المساكن والمعيشة العمالية ببعض المناطق السكنية، التي تحولت لسكن عزاب وسكن عمال، وللأسف تكون بوسط مدينة الكويت جغرافياً، فالارتقاء بالمستوى للزائر والسائح والموظف يتم من خلال تحديث سياسات لاستقطاب أصحاب المهارات والشهادات والخبرات المفيدة التي تضيف للبلد.

من الضروري انشاء وزارات متعاونة تفيد السياحة بالكويت، وتحرير العديد من الأراضي الحكومية التي تعتبر ملكية شخصية واستخدام شخصي تحت غطاء عقود أنشئت لغير الهدف الرئيسي، لارتقاء من البلد للاعلى.

يبلغ اجمالي انفاق الكويتيين على السياحة الخارجية اكثر من ١٠ مليارات دولار سنوياً، فهذا يدل على أن ثقافة وطبيعة الشعب تعتبر السياحة مطلبا أساسيا لها، وبدل انفاقها بالخارج من الأولى أن يكون للبلد حصة منها. ومن الأولويات انشاء استراتيجيات لوضع الكويت على خريطة السياحة الإقليمية والدولية، وانشاء حزمة من التشريعات المدروسة وقوانين منظمة لصناعة السياحة الآمنة، أخلاقياً ومكانياً، لتشجيع قبول السياحة وتشجيعها ودعمها، وان تكون مصدرا للدخل الاقتصادي الوطني، ومن أهم فوائدها تتيح فرص وظيفية للخريجين في المشاريع الحديثة، وتساهم في تقليل البطالة، وتساعد في احداث تنمية اقتصادية، وتساهم في مواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجه الدولة، فأي منطقة في العالم ممكن أن تكون وجهة سياحية إذا خُلقت السياسات الموائمة لها، وخلق المهرجانات والفعاليات المنافسة عالمياً، لتكون وجهه تستقطب البطولات وتحتضن المفكرين والمبدعين والمستثمرين بالعالم، ليرتقوا بالمجتمع. وتطوير المطار يعد مرحلة أولية للانطباع الجيد لاستقطاب الزائرين وشركات الطيران والملاحة العالمية وخدماتها كذلك، ووجود الاستقرار الذي يجعل الكويت دولة آمنة بالتشريع، وبيئة عمل للتنمية وتطورها، واهتمام القطاع التعليمي بالسياحة، وفتح تخصصات تدعم السياحة بالجامعات يعد من أهم خطوات التنمية والتطور للكويت.

ودمتم سالمين،،،

د. غدير محمد أسيري 

Provided by SyndiGate Media Inc. (Syndigate.info).

2024-07-01T19:16:59Z dg43tfdfdgfd